ذكرى جميلة …

إنتهزوا فرصه الأيام فإنها لا تطول , ولا تفسدوها عليكم وعلى شركاء الحياة ومن حولكم بالشقاق والجفاء والنزاع حول أتفه الأسباب…واملأوا عيونكم من وجوه الأحباب والأعزاء فلعلكم لا ترونهم بعد حين , وارتفعوا فوق الصغائر والدنايا والسفاسف لتجعلوا من رحلة العمر إبحارا سعيدا فى بحر السلام.فغدا سوف تصل السفينه إلى مرفئها الأخير ويفترق الركاب….فإذا كان الأمر كذلك…ومنذ قديم الزمان , فلماذا نفسد على أنفسنا غالبا أيام الرحلة القصيرة بالتشاحن والأحزان والإيلام؟…ولماذا لا نرضى بما سمحت لنا به الحياة من أسباب ونستكشف أسرار الهناء فيها ونقتنع بها…ولماذا لا يجعل كل منا من ” فرصة ” الأيام المتاحة له ذكرى جميلة يتأسى بها الآخرون وترقد قلوبهم حين يسترجعونها بعد المغيب؟…بل ولماذا أيضا لا نستمتع باللحظة الطيبة الراهنة مهما كانت خاطفة ونفسدها أحيانا على أنفسنا بالخوف المرضى من المستقبل المجهول أو بجلد الآخرين بسياط الكدر والتجبر وجرح المشاعر؟!

عبد الوهاب المطاوع