أجمل مشاعر الحب تزورنا بلا إستئذان …
الحب …
أجمل الأشياء في حياتنا تأتينا بالصدفة.. وأجمل مشاعر الحب تزورنا بلا إستئذان انها تقتحم حياتنا ونجد انفسنا محاصرين بأشياء ربما نسيناها أو سرقتها منا الأيام..
نعود نشتاق ونسهر وننتظر وربما نتألم.. يتسلل الحب إلي قلوبنا يتغير لون الأشياء تصبح أكثر جمالا.. نشتاق ومع الشوق تنبت مشاعر الإفتقاد والحيرة والخوف.. إذا غاب من نحب تخلو الحياة من البهجة وتحاصرنا الوساوس والظنون وقد نصنع لأنفسنا قصصا واحداثا ابعد ما تكون عن الحقيقة ولكنه الخوف من غدر الزمن ومتغيرات الحياة في الحب دائما نخاف وهناك اسباب كثيرة للخوف.. بعض الناس يخشي الألم والبعض الأخر يخشي المغامرة انه لم يتعلم السباحة بعد ويجد نفسه امام امواج عاتية وهناك من يخاف من غدر الآخرين فيأخذ مكانا بعيدا علي الشاطئ وينسي ما كان وما مضي.. وفي شبابنا تكون قدرتنا علي المغامرة اكبر فلا نخاف الأشياء ولا نخشي التجارب ولا نحزن كثيرا علي ما ضاع.. ونشعر ان امامنا متسعا من العمر ربما نحب مرة أخري وربما نجد الأمن الذي افتقدناه وقد يجود علينا الزمن بأشياء أجمل ومشاعر أعمق واحباء أكثر صدقا وعطاء.. ولكن حين يتراجع رصيد الأيام وتخبو ثورة المشاعر نجد انفسنا في حالة خوف دائم لأن ما بقي هو القليل وما مضي لا يمكن لنا إسترجاع لحظة فيه.. وما بين عمر رحل.. وايام قليلة تنتظرنا تكون حيرة الإنسان وخوفه ان تهرب الأشياء ولا تعود مرة أخري.. ولهذا إذا كان الربيع يمنحنا الحب بسخاء فإن الخريف يبدو دائما بخيلا فإذا وجدت زهرة وحيدة في ليلة خريفية طويلة حاول ان تحمي أوراقها الشاحبة قبل ان تسقط فربما منحتك بعض العطر وشيئا من الدفء والإحساس بالحياة وهي تغني اغنية الوداع.. اما ازهار الربيع فهي كثيرة ولكننا لا نشعر بقيمتها إلا بعد رحيلها حيث يجتاحنا الخريف وتتساقط اوراق العمر ولا نجد بين ايدينا غير ظلال شاحبة وايام معدودة وقلوب تنتظر ربيعا لن يعود.
بقلم فاروق جويدة.