عند الزواج من له القرار … العقل أم القلب ؟
القلب أم العقل ؟
في إحدي البرامج التلفزيونية سألت مقدمة البرنامج الأستاذ الكبير عبد الوهاب مطاوع :
أيهما أنجح زواج الحب أم زواج العقل ؟
أجابها أستاذنا الفاضل قائلا :
-زواج الحب الذي لا يخاصم العقل هو انجح انواع الزواج وافضلها دائما , فأحكام القلب قد ينقصها العقل بعد حين اذا تنافرت تنافرا شديدا معه ثم هدأت المشاعر واطل العقل من عليائه يراجع الاحكام ويبين اوجه الفساد فيها ، وقد لا تصمد طويلا امام مراجعة العقل فيتخلى عنها القلب ، وزواج العقل قد ينجح لكنه قد لا يعرف السعادة اللاذعة التي يعرفها زواج الحب ولو كان عمره اقصر …
وافضل السبل لتجنب اعتراضات العقل هي ان يكون مستوى المتحابين متقاربا من الناحية الثقافية والاجتماعية ومن ناحية السن ، اما التقارب او التكافؤ المادي بين الطرفين فليس شرطا اساسيا لأن الاهم دائما هو التقارب في المستوى الثقافي والمستوى الاسري والاجتماعي .
ثم أضافت مقدمة البرنامج سؤالا آخر فقالت :
من الأقدر على اختيار شريك الحياة المثالى الذى يختار بقلبه و عواطفه أم الذى يختار بعقله فقط ؟
-فضحك الأستاذ عبد الوهاب مطاوع وقال: أنه تذكر أن الفيلسوف الألمانى نيتشه كان يقول اننا يجب ألا نسمح لمن وقع فى حبائل الحب بأن يتخذ قرار اختيار شريكة حياته لأنه فى رأيه غير واع بما يفعل و غير قادر على اتخاذ القرار السليم بشأن من يحب أن يتزوجها أو تتزوجه و بسبب هذا الاعتقاد الغريب أطلق صيحته الغريبة قائلا إننا يجب ألا نسمح بزواج المحبين …
و لخص لها رأي نيتشه الذى كان يؤمن بأن الزواج والانجاب مجرد عملية بيولوجية و اجتماعية هدفها خلق شعوب قوية و ليس اسعاد البشر كما أرادها الله خالق القلوب و العقول و عارض أستاذنا عبد الوهاب الرأى قائلا:
أنى أفضل أن يختار الإنسان بقلبه بعد استشارة عقله ، ولا مانع بالنسبة للبعض من أن يختاروا بعقولهم… و لكن بعد استشارة قلوبهم أيضا وبموافقتها الضمنية و يكفى فى هذا الشأن ألا يعترض القلب أو ألا ينفر من الاختيار حتى و لو لم يحمل حبا فى البداية لمن اختاره … فهذا القبول النفسى قد يمهد الطريق لاشتعال شرارة الحب ذات يوم قريب !
رحم الله أستاذنا الكبير عبد الوهاب مطاوع … فقد كان رائعا وصادقا ومتميزا في كل مايقول .