إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى!

رحمة وإيمان …

قلت لرجل تعود شرب الخمر :

ألا تتوب إلى الله ؟

فنظر إلى بانكسار، ودمعت عيناه، وقال :

ادع الله لي .. 

تأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي ..

إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله ..

وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه ،

إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى!

وهو ينشد العافية ويستعين بيَ على تقريبها ..

قلت لنفسي :

قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسو أ …

صحيح أنني لم أذق الخمر قط،

فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها ،

لكني ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني أذهل عن ربي كثيرا وأنسى حقوقه ،

إنه يبكي لتقصيره،

وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا …

قد نكون بأنفسنا مخدوعين !

وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر ، قلت له تعال ندع لأنفسنا معا :

“ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين”

الشيخ الفاضل/ محمد الغزالي .